تتعدد مشاكل النطق عند الأطفال بين التأخر في الكلام والتلعثم وصعوبة نطق بعض الحروف وقد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية أو حتى مشكلات صحية، حيث يعد النطق السليم أحد أهم المهارات التي يكتسبها الطفل في مراحل نموه الأولى ويؤثر بشكل مباشر على قدرته على التواصل والتعبير عن احتياجاته وأفكاره، وكلما تم اكتشاف المشكلة مبكراً زادت فرص العلاج وتحسن النطق لدى الطفل بسرعة، لذلك من المهم متابعة تطور اللغة لدى الطفل والتدخل عند الحاجة من خلال مختصين في علاج اضطرابات النطق.
جدول المحتوى
أسباب تأخر النطق عند الأطفال
يعد تأخر النطق من أهم مشاكل النطق عند الأطفال الشائعة التي تثير قلق الآباء حيث تختلف أسبابه من طفل لآخر وقد تتعلق بعوامل بيئية أو صحية أو وراثية، وتتمثل تلك الأسباب فيما يلي:
العوامل الوراثية
قد يكون تأخر النطق ناتج عن تاريخ عائلي يعاني أفراده من تأخر مشابه في الكلام حيث تؤثر الجينات على تطور مهارات اللغة لدى الطفل.
مشكلات السمع
يؤثر ضعف السمع أو فقدانه على قدرة الطفل على التقاط الأصوات وتمييزها مما يعيق تطوره اللغوي، وقد لا يلاحظ الأهل المشكلة في البداية لكن عدم استجابة الطفل للأصوات قد يكون مؤشر على وجود خلل في السمع.
الاضطرابات العصبية والتوحد
قد يكون تأخر النطق مرتبط بحالات مثل اضطراب طيف التوحد أو مشكلات عصبية تؤثر على قدرة الطفل على التواصل ويعاني بعض الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات من صعوبة في التعبير اللفظي أو فهم اللغة.
قلة التفاعل الاجتماعي
يحتاج الطفل إلى بيئة غنية بالمحفزات اللغوية ليطور مهاراته في الكلام حيث يؤدي قلة التفاعل مع الأهل أو قضاء فترات طويلة أمام الشاشات إلى ضعف تطوره اللغوي.
مشاكل عضوية في الفم أو اللسان
قد يواجه بعض الأطفال مشكلات في النطق بسبب عيوب خلقية مثل ربط اللسان أو ضعف عضلات الفم مما يعيق حركتهما الطبيعية أثناء الكلام ويمكن للطبيب المختص تقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.
أعراض تأخر النطق للأطفال
تختلف أعراض مشاكل النطق عند الأطفال باختلاف درجة التأخر والعمر الزمني للطفل لذا من المهم أن يكون الأهل على دراية بهذه الأعراض لاتخاذ الخطوات المناسبة في الوقت المناسب، وتتمثل تلك الأعراض فيما يلي:
عدم إصدار أصوات أو كلمات في العمر المتوقع
من الطبيعي أن يبدأ الطفل بإصدار أصوات غير مفهومة في الأشهر الأولى ثم يتحول إلى نطق كلمات بسيطة في عمر السنة وإذا لم يظهر أي محاولات للتواصل اللفظي أو تأخر في نطق الكلمات الأولى بعد عمر 18 شهر فقد يكون هناك تأخر في النطق.
صعوبة في تقليد الأصوات والكلمات
الأطفال الذين يعانون من تأخر النطق قد يجدون صعوبة في تقليد الكلمات أو حتى تكرار الأصوات التي يسمعونها من الوالدين ومن المفترض أن يبدأ الطفل في تقليد الأصوات في عمر مبكر.
ضعف الفهم والاستيعاب
لا يقتصر تأخر النطق على عدم القدرة على الكلام فقط بل قد يعاني الطفل من صعوبة في فهم الأوامر البسيطة أو الاستجابة للأسئلة، وإذا لم يتمكن الطفل من تنفيذ تعليمات مثل “أحضر لعبتك” بعد عمر سنتين فقد يكون ذلك مؤشر على تأخر في التطور اللغوي.
عدم التفاعل الاجتماعي بالكلام
من العلامات المهمة لتأخر النطق عدم محاولة الطفل بدء محادثات أو التفاعل بالكلام مع الآخرين مثل الأطفال في نفس عمره أو البالغين، ويظهر الأطفال الطبيعيون اهتمام بالتواصل من خلال المناغاة ثم الكلمات ولكن غياب هذا السلوك قد يكون مؤشر يستدعي الانتباه والتدخل المبكر.
أنواع مشاكل النطق عند الأطفال
تتنوع مشاكل النطق عند الأطفال بين صعوبات في نطق الأصوات والكلمات وبين اضطرابات تؤثر على القدرة على التواصل بشكل طبيعي وقد يكون لهذه المشاكل تأثير على تطور اللغة والتفاعل الاجتماعي للطفل وتتمثل تلك الأنواع في النقاط التالية:
التأخر في النطق
يحدث عندما يتأخر الطفل في بدء التحدث مقارنة بأقرانه دون وجود سبب عضوي واضح حيث قد لا يتمكن من نطق الكلمات الأولى في العمر المتوقع أو يجد صعوبة في تكوين جمل بسيطة بعد عمر السنتين.
اضطراب النطق (اللدغة)
هو صعوبة في نطق بعض الأصوات بشكل صحيح مثل استبدال حرف بحرف آخر أو إسقاط بعض الأحرف أثناء الكلام، ويعد من المشكلات الشائعة التي يمكن تصحيحها بالتدريب اللغوي.
التلعثم (التأتأة)
يظهر على شكل تكرار غير طبيعي للأصوات أو الكلمات أو توقف مفاجئ أثناء الحديث وقد يكون مصحوب بتوتر عضلي أو حركات لا إرادية مثل رمش العين أو ارتعاش الفم أثناء الكلام.
اضطراب الصوت
يشمل مشاكل تتعلق بجودة الصوت ونغمته وقوته حيث قد يبدو صوت الطفل مبحوح بشكل دائم أو مرتفع جدًا أو منخفض بشكل غير طبيعي مما قد يؤثر على وضوح كلامه وقدرته على التواصل.
اضطراب الحبسة الكلامية
هو صعوبة في تكوين الكلمات والجمل بسبب خلل في الجهاز العصبي يؤثر على التحكم في العضلات المسؤولة عن النطق وقد يكون نتيجة إصابة دماغية أو مشكلة عصبية منذ الولادة.
تمارين فعالة لعلاج مشاكل النطق عند الأطفال
تساعد التمارين العلاجية في تحسين النطق وتعزيز قدرة الأطفال على التحدث بطلاقة حيث تركز على تقوية العضلات المسؤولة عن الكلام وتحسين التناسق بين الفم واللسان، وأبرزها ما يلي:
تمارين نفخ الفقاعات
يساعد في تقوية عضلات الفم والشفاه حيث يطلب من الطفل النفخ في محلول فقاعات الصابون مما يعزز التحكم في الشفاه والتنسيق بين التنفس والنطق.
تمرين الشفاه واللسان
يطلب من الطفل مد شفتيه للأمام ثم الابتسام بشكل واسع أو تحريك اللسان في جميع الاتجاهات مما يساعد في تحسين مرونة العضلات المسؤولة عن تشكيل الأصوات.
تمرين المضغ والمص
يمكن استخدام أطعمة صلبة مثل الجزر أو المقرمشات أو مص القشة أثناء الشرب مما يعمل على تقوية الفك والعضلات المسؤولة عن النطق وتحسين التحكم فيها.
تمرين قراءة القصص بصوت مرتفع
يطلب من الطفل قراءة قصص قصيرة أو تكرار الجمل التي يقولها الوالد بصوت واضح مما يساعد في تحسين الطلاقة اللغوية وزيادة الثقة بالنفس أثناء التحدث.
إليك: علاج تأخر نطق الطفل.
كيف تساعد حضانة Little Blossom في علاج مشاكل النطق عند الأطفال؟
تقدم حضانة Little Blossom بيئة تعليمية متكاملة تساعد الأطفال على تطوير مهاراتهم اللغوية وتحسين النطق، وتوفر مجموعة من الأنشطة العلاجية المصممة لتعزيز قدرة الأطفال على التعبير بوضوح وثقة، وتتميز بما يلي:
- تقدم جلسات علاجية فردية وجماعية يشرف عليها متخصصون في علاج النطق مما يساعد الأطفال الذين يعانون من تأخر في الكلام أو صعوبات لغوية.
- تعتمد على الأنشطة التفاعلية مثل الغناء وسرد القصص ولعب الأدوار التي تحفز الأطفال على التحدث والتعبير عن أنفسهم بطريقة طبيعية.
- يتم دمج الأطفال في بيئة تفاعلية مع أقرانهم لتشجيعهم على الحوار وتبادل الأفكار مما يساهم في تعزيز مهارات النطق والتواصل لديهم.
- تقدم تمارين متخصصة مثل تقوية عضلات الفم واللسان من خلال أنشطة النفخ والتكرار مما يساعد الأطفال على تحسين مخارج الحروف والنطق السليم.
- تعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الفيديوهات التعليمية والألعاب الصوتية التي تساعد الأطفال على التعرف على الأصوات والكلمات بطريقة ممتعة.
إليك: أفضل مركز صعوبات نطق في جدة.
خاتمة
مشاكل النطق عند الأطفال قد تكون تحدي لكنها قابلة للعلاج بالتدخل المبكر والاهتمام المستمر، ومن خلال الدعم الأسري والبرامج المتخصصة يمكن تحسين مهارات الطفل اللغوية ومساعدته على التواصل بثقة، كما يعزز الاستمرار في التمارين المناسبة والتفاعل الإيجابي قدرة الطفل على التعبير بطلاقة.
أسئلة شائعة
متى يجب على الأهل القلق بشأن تأخر النطق عند الأطفال؟
إذا كان الطفل لا يصدر أي أصوات بعمر 12 شهر أو لا يستخدم كلمات بسيطة عند بلوغه عامين، فمن الأفضل استشارة مختص نطق ولغة لتقييم حالته.
هل يمكن أن يؤثر تعدد اللغات على تطور النطق عند الطفل؟
لا بل إن الأطفال القادرين على تعلم أكثر من لغة قد يستغرقون وقت أطول قليلاً للتمييز بينها، لكنهم يطورون مهارات لغوية قوية على المدى الطويل.
كيف يمكن التمييز بين تأخر النطق ومشاكل السمع؟
إذا كان الطفل لا يستجيب للأصوات أو لا يلتفت عند مناداته باسمه فقد يكون هناك مشكلة في السمع وليس النطق مما يستدعي فحص طبي متخصص.